الفصل الخامس: ربما كانت الرؤيا مختصة بالرائي وحده

وربما كانت الرؤيا مختصة بالرائي وحده.

كمن يرى أنه طلع إلى السماء ولم ينزل منها ،

وكان مريضًا : مات.

وإن لم يكن مريضًا : سافر.

وإن كان يصلح للولاية : تولى ، أو دخل دور الأكابر.

وإن كان من أرباب التهم : تلصص ، أو تجسس على الأخبار.

وربما كانت له ولغيره.

كمن يرى أن نارًا أحرقت داره ، ودور الناس : فأمراض ، أو ظلم من الملك ، أو موت ، أو عدو ، أو فتنة تعم الجميع.

وربما لا تكون لمن رؤيت له ،

لكن تكون لغيره من أولاده ، أو أبويه ، أو أقاربه ، أو معارفه المتعلقين به.

كرجل رأى أن أباه احترق بالنار : فمات الرائي ، واحتراق أبوه بنار غمه.

كآخر رأى أن أمه ماتت : فتعطلت معيشته. لأن أمه كانت سبب دوام حياته ، كالمعيشة.

وكاخر رأى أن آدم مات : فمات أبوه. الذي كان سبب وجوده.

وكمن رأى أن بصره تلف : فمات ولده الذي هو قرة عينه.


كاتب تفسير الاحلامالبدر المنير في علم التعبير – لامام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي