واعتبر المعكوس
كاللوز للمتولي ، أو لمن هو في شدة : زوال ، لأن عكسه َزوْل.
آما أن نجم : مجن.
ودرهم : َهم در.
وقباءٌ : أِبقٌ.
وكما قال لي إنسان : وقع على رجلي عسل فأحرقها ، فقلت له : تتلف رجلك بلسع.
وكما قال آخر : رأيت كأني آكل لحمًا من خمر ، وأنا في غاية ما يكون من الجوع ، فقلت له : تحتاج فتأكل لحم رخم.
وكما قال آخر : رأيت كأنني وقعت في الجب المعمول للسبح ، فقلت له : ربما تقع في جب حبس.
وكما قال آخر : كأنني اشتريت دلوًا ، فقلت له : ترزق ولدًا. فكان الجميع كما قلت. بحمد االله تعالى.
وعلى هذا فقس.
قال المصنف :
قد ذكرنا الاشتقاق من أول الكلمة إلى أن ذكرنا في هذا الفصل عكسًا من آخر الكلمة بالكتابة إلى أولها.
كما قال لي إنسان : رأيت كأن قطعة ليف من ليف النخل قد أدمت يدي ، قلت له : نخشى عليك من الفيل. فما مضى قليل حتى ضربه الفيل ضربة كاد يهلك منها.
ورأى آخر كأنه يجمع حبرًا من بحر في وعاء ، فقلت له : يحصل لك ربح من جليل القدر ، وربما يكون يعرف الكتابة.
وقال آخر : رأيت كأني أودع أقوامًا ، وهم الآن غياب ، قلت له : أبشر قد قرب مجيئهم ؛ لأن عكس الوداع عادوا. فذكر أنهم وصلوا عقيب ما ذكرته. فافهم جميع ما ذكرت في الاشتقاق طردًا وعكسًا موفقًا إن شاء الله تعالى.
كاتب تفسير الاحلام – البدر المنير في علم التعبير – لامام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي