رؤيا مكة حرسها الله تعالى

 رؤيا مكة حرسها الله تعالى  من رأى أنه في مكة فإنه يزور الكعبة. ومن رأى  أنه يتوجه إلى مكة بسبب التجارة لا الزيارة فإنه يكون حريصاً على حب الدنيا وقيل زيادة رزق ونعمة. ومن رأى  أنه في طريق مكة فإن الله تعالى يرزقه الحج. ومن رأى  أنه في مكة وهو مشتغل بالزهد والصلاح والعبادة يحصل له خير ومنفعة في دينه ودنياه. ومن رأى  أنه مشتغل فيها بالشر والفساد فإنه ضد ذلك. ومن رأى  أن مكة معمورة كثيرة النعم يحصل له خير ونعمة ومال. ومن رأى  مكة ضد ذلك فهو ضده. وقيل من رأى أنه بطريق مكة، فإن كان مريضاً يطول مرضه، وربما يكون قريب الأجل ومآله إلى الجنة. ومن رأى  أنه في حرم مكة فإنه آمن من آفات الدنيا لقوله تعالى:  ”  أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم  ”  الآية. وربما يرزق الحج. ومن رأى  في الحرم ملكاً عادلاً يشتهر إسمه بالمعروف والإحسان وفعل الخير، وإن كان ظالماً فضده، وقيل الدخول إلى حرم السلطان. ومن رأى  الكعبة ربما يرى الخليفة أو السلطان. وقيل من رأى أن داره صارت كعبة والناس يزورونها فإنه يلي أمراً يحتاج الناس إليه، وربما يكون إماماً لجماعة أو يرزق خيراً ونعمة. وقيل رؤية الكعبة أمن وإيمان وإسلام، وإن رآها مريض فإنه يعافى ويستجاب دعاؤه. ومن رأى  أنه يمسح وجهه بالحجر الأسود أو يقبله فإنه يصحب فاضلاً من أهل العلم ويكتسب منه فوائد. ومن رأى  أنه تحت ميزاب الكعبة فإنه يحج وتقضي حاجته أو يزور قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام. ومن رأى  أنه في مقام إبراهيم فإنه يحج ويرجع سالماً. ومن رأى  أنه على سطح الكعبة فقد نبذ الإسلام بمعصيته. ومن رأى  الكعبة من غير عمل منه في المناسك فإنه متهاون في الدين. ومن رأى  أنه طاف بالكعبة وعمل شيئاً من المناسك فإنه صلاح في دينه ودنياه بقدر عمله في المناسك. ومن رأى  أنه مستقبل الكعبة شاخص اليها فهو مقبل على صلاح دينه وديناه أو يخدم سلطاناً. ومن رأى  أنه نقص من المناسك شيئاً على خلاف السنة، فإن رأى ذلك حدث في دينه. ومن رأى  الكعبة في داره فإنه يكون ذا عز وجلال وحرمة أو ينكح إمرأة جليلة القدر من أهل الخير والسداد. ومن رأى  الكعبة نقصاً فهو عائد على الخليفة أو الإمام. ومن رأى  أنه دخل البيت فإنه آمن لقوله تعالى:  ”  ومن دخله كان آمناً  “. وبالمجمل  فإن رؤيا الكعبة تؤول على خمسة
أوجه: خليفة وإمام كبير وإيمان وإسلام وأمن للمؤمنين. ومن رأى  أنه عند الصفا فإنه صفاء عيش. ومن رأى  أنه واقف بعرفات فإنه تكفير ذنوب وغفران من الله تعالى. ومن رأى  
أنه بوادي منى فإنه يبلغ مناه، وإن كان من مريضاً فإنه يشفى وقيل إنه إقلاع عن
ذنوب وحصول شفاء على الوجهين، وقال بعضهم في ذلك شعرا:يا غاديا نحو الحجاز ولعلع … عرج على وادي منى والاجرع
وانزل بأرض لا يخيب نزيلها … فيها الشفاء لكل قلب موجع ومن رأى  أنه بأحد الأماكن المعروفة هناك فهو خير على كل حال. ومن رأى  أنه حج وعاد من حجه فإنه بلوغ مقصود وتكفير ذنوب وسلوك طريق مستقيم. ومن رأى  أنه فعل شيئاً من المناسك فهو خير على كل حال، وقيل إن الإحرام تجرد في العبادة أو خروج من ذنوب. ومن رأى  أنه في ركب فإنه يدل على حصول رحمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الجماعة رحمة. ومن رأى  أنه حط مع الركب في محطة فإنه حصول راحة. 
وإن رأى أن الركب رحل وهو مخلف عنه فيؤول على ثلاثة أوجه: عظة واشتياق وبكاء. ومن رأى  أنه في قافلة وهو يطلب شيئاً يجده فلا خير فيه. وأما  الأماكن المعروفة فربما يفسر غالبها من إشتقاق إسمها كالينبوع فإنه نبع خير وخليص فإنه تخليص من الخلاص وما أشبه ذلك.


كاتب تفسير الاحلام – لابن شاهين – رؤيا الأذان والعبادة والذكر والخطبة والوعظ ومجالس الفقه