في هيئة المنام
اعلم أن النوم رحمة من االله على عبده ؛ ليستريح به بدنه عند تعبه. لما علم الله عز وجل عجز الروح عن القيام بتدبير البدن دائمًا .
فالنوم هو : أبخرة تحيط بالروح المدبر للبدن ؛ فتحجبه عن التدبير ، وما هو في المثال إلا كالملك – إذا حجب نفسه عن تدبير مملكته ليستريح وتستريح أعوانه في وقت حجبه
ومن الحكمة جعل االله تعالى – حين غيبة الروح المدبرة – ثلاثة أنفس قائمة ؛
فالأولى : النفس المخيلة. أشبه شيء بالمرآة ، لتخيل كل شكل يواجهها .
وجعل أمامها نفسًا حافظة تحفظ ما تصوره المخيلة.
وجعل نفسًا موصلة توصل ذلك إلى الروح المدبرة
– إذا انكشف الحجب عنها –
ليتصرف فيه على ما يرى . وما جعل االله تعالى النوم آذلك إلا من لطفه وحكمته ، لأن حال اليقظة ما يمكن أن الإنسان يعرف ما يحدث في الوجود آل وقت إذ لو آان ذلك آذلك ، لتساوى الناس بالأنبياء عليهم السلام
كاتب تفسير الاحلام – البدر المنير في علم التعبير – لامام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي