الفصل السادس: ربما دلت أشياء على شيء واحد

وربما دلت أشياء على شيء واحد.

كرجل رأى أن الشمس انكسفت ورأى آخر كأن البحر نشف ، ورأى آخر البلد أو سوره ؛ أو موضع عبادته خرب ، ورأى آخر جبلا عظيمًا تهدم ، ربما دل الجميع على : موت كبير ، كملك ، أو عالم ، أو متول. فيكون تكرار ذلك دليلا على موت أو هلاك من ذكرنا.

وربما دل الشيء الواحد على أشياء(7).

فإن من أكل من المرضى رمانة : مات.

وهي للملك : بلده.

وزوجة للأعزب.

وهي لمن عنده حامل : ولد.

وهي للتاجر : عقُدُه مال.

وهي للفقير : دينار أو درهم.

وهي : مركب ؛ لمن تصلح له المراكب.

وتدل على : الدابة ، والمملوك ، وعلى الدور ؛ لأن حياتها بينهن حائل كالبيوت.

قال المصنف رحمه االله : إذا اشترآت أشياء في وصف واحد ؛ وتكررت في المنام ؛ الغالب أن يكون الحكم واحدًا في الأشياء الردية. فإن الشمس ، والبحر ، والخيل ، والنار العظيمة ، والحجر الكبير ، والبناء المعد لنفع الناس ، آل منهم دال على : الجليل القدر النافع للناس ، والحاكم عليهم. فإذا نزل بمثل أولئك آفة في المنام الغالب أنه ربما هلك فرد إنسان كذلك. وإن هلك جماعة فخلاف العادة. وأما إذا رؤي فيهم ما يدل على الصلاح دل على راحة تحصل للجميع. وهو المناسب لكرم االله تعالى ولطفه بعباده.

 


(7) وذلك خاضع لقرائن الرؤيا آما أسلفنا ، فقد يوجد في الرؤيا رموز تدل على إيمان ، والأخرى تدل على نفاق ، فيحمل على أمر الرائي وصلاحه وفساده ، أو على غالب رموز الرؤيا.

كاتب تفسير الاحلامالبدر المنير في علم التعبير – لامام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي