الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الرقاق » باب: صفة الجنة والنار
كتاب الرقاق

باب: صفة الجنة والنار

-3-51 – باب: صفة الجنة والنار.

وقال أبو سعيد: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد حوت).

{عدن} /التوبة: 72/: خلد، عدنت بأرض: أقمت، ومنه المعدن. {في مقعد صدق} /القمر: 55/: في منبت صدق.

 

6180 – حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن أبي رجاء، عن عمران،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء).

6181 – حدثنا مسدد: حدثنا إسماعيل: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجدِّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء).

6182 – حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه أنه حدثه، عن ابن عمر قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم).

6183 – حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة؟ فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً).

6184 – حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحق، عن حميد قال: سمعت أنساً يقول:

أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع؟ فقال: (ويحك، أوَهَبِلْتِ، أوَجَنَّة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس).

6185 – حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا الفضل بن موسى: أخبرنا الفضيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع).

 

6186 – وقال إسحق بن إبراهيم: أخبرنا المغيرة بن سلمة: حدثنا وهيب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد،

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها).

قال أبو حازم: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: حدثني أبو سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب الجواد المضَمَّر السريع مائة عام ما يقطعها).

 

6187 – حدثنا قتيبة: حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليدخلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألف – لا يدري أبو حازم أيهما قال – متماسكون، آخذ بعضهم بعضاً، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر).

6188 – حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز، عن أبيه، عن سهل،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة، كما تتراءون الكوكب في السماء).

قال أبي: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: أشهد لسمعت أبا سعيد يحدثه ويزيد فيه: (كما تراءون الكوكب الغارب في الأفق: الشرقي والغربي).

 

6189 – حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي عمران قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذاباً يوم القيامة: لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقول: أردت منك أهون من هذا، وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي).

6190 – حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير). قلت: وما الثعارير؟ قال: الضغابيس، وكان قد سقط فمه، فقلت لعمرو بن دينار: يا أبا محمد، سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرج بالشفاعة من النار). قال: نعم.

 

6191 – حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين).

6192 – حدثنا موسى: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يقول الله: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمماً، فيلقون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، أو قال: حمية السيل – وقال النبي صلى الله عليه وسلم – ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية).

6193/6194 – حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحق قال: سمعت النعمان:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل، توضع في أخمص قدميه جمرة، يغلي منها دماغه).

 

(6194) – حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحق، عن النعمان بن بشير قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة رجل، على أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم).

6195 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم:

أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة).

6196 – حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم، والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه أم دماغه).

6197 – حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا. فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ويقول: ائتوا نوحاً، أول رسول بعثه الله، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلاً، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا موسى الذي كلمه الله، فيأتونه فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته، ائتوا عيسى فيأتونه فيقول: لستهناكم، ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك: سل تُعطه، وقل يُسمع، واشفع تُشَفَّع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمني، ثم أشفع فيحد لي حداً، ثم أخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً مثله في الثالثة، أو الرابعة، حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن). وكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود.

6198 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان: حدثنا أبو رجاء: حدثنا عمران بن حصين رضي الله عنهما،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد – صلى الله عليه وسلم – فيدخلون الجنة، يسمون الحهنميين).

6199 – حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس:

أن أم حارثة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد هلك حارثة يوم بدر، أصابه غرب سهم، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع؟ فقال لها: (هبلت، أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي الفردوس الأعلى).

وقال: (غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم، أو موضع قدم من الجنة، خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها – يعني الخمار – خير من الدنيا وما فيها).

6200 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكراً، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليكون عليه حسرة).

6201 – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:

قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: (لقد ظننت، يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصاً من قبل نفسه).

6202 – حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً، رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربي وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو: إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر مني، أو: تضحك مني وأنت الملك). فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنىأهل الجنة منزلة.

 

6203 – حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن عبد الله بن الحارث ابن نوفل، عن العباس رضي الله عنه:

أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل نفعت أبا طالب بشيء.


[ش (أول طعام..) هذا مروي بالمعنى الذي سبق في الموضع المشار إليه.

(مقعد صدق) مكان رفيع في الجنة اختير لجلوسهم وإقامتهم].

[ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: النار يدخلها الجبارون، رقم: 2850.

(جئ بالموت) يجسد على شكل كبش ثم يجاء به ويذبح، إشارة إلى الخلود ودوام الحياة].

[ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: إحلال الرضوان على أهل الجنة، رقم: 2829.

(أحل) أنزل وأوجب].

[ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، رقم: 2852.

(منكبي) مثنى منكب، وهو مجتمع العضد والكتف. (مسيرة) مسافة يستغرق سيرها ما ذكر].

[ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها، رقم: 2827 – 2828.

(الجواد) الفرس البين الجودة. (المضَمَّر) هو الذي ينقص علفه بعد سمنه لينقص لحمه ويزداد جريه].

[ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها، باب: ترائي أهل الجنة أهل الغرف..، رقم: 2830.

(ليتراءون الغرف) ينظرون إلى مساكنهم. (قال أبي) القائل هو عبد العزيز.

(الكوكب الغارب) النجم الذاهب. (الأفق) ناحية السماء].

[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلاً فيها، رقم: 191.

(الثعارير) قثاء صغار. (الضغابيس) جمع ضغبوس، نبت يخرج في أصول الشجر والإذخر، لا ورق له وفيه حموضة، وقيل: نبت يشبه الهليون، يسلق ثم يؤكل بالزيت والخل. (سقط فمه) ذهبت أسنانه، أي فينطق الثعارير بالثاء وهي الشعارير بالشين. (فقلت) القائل هو حماد].

[ش (سفع) حرارة النار. (الجهنميين) جمع جهنمي، نسبة إلى جهنم، والمراد: أنهم عتقاء الله تعالى].

[ش (امتحشوا) من الامتحاش وهو الاحتراق. (حمماً) فحماً. (الحبة) بزر البقول والعشب تنبت في البراري وجوانب السيول. (حميل السيل) غثاؤه، وهو ما جاء به من طين وغيره، فإذا كان فيه حبة واستقرت على شط الوادي تنبت بسرعة. (حمية السيل) معظم جريه واشتداده. وعند مسلم (حمئة السيل) وهي الطين الأسود].

[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: أهون أهل النار عذاباً، رقم: 213.

(أخمص قدميه) المتجافي عن الأرض من الرجل عند المشي. (جمرة) قطعة من النار ملتهبة].

[ش (المرجل) قدر من نحاس. (القمقم) إناء ضيق الرأس يسخن فيه الماء، يكون من نحاس وغيره].

[ش (ليزداد شكراً) اعترافاً بفضل الله تعالى، وفرحاً ورضاً بما أولاه من نعمة. (حسرة) زيادة في تعذيبه].

[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: آخر أهل النار خروجاً، رقم: 186.

(حبواً) زحفاً. (مثل الدنيا) أي أرضها، من حيث السعة والنفع. (تسخر مني أو تضحك مني) تفعل بي ما يفعله الضاحك والساخر، وقال ذلك حين استخفه الفرح وأدهشه. (بدت نواجذه) ظهرت أواخر أسنانه. (أدنى) أقل. (منزلة) مكاناً ومنزلاً].