الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الرقاق » باب: في الحوض
كتاب الرقاق

باب: في الحوض

-3-53 – باب: في الحوض.

وقول الله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} /الكوثر: 1/.

وقال عبد الله بن زيد: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اصبروا حتى تلقوني على الحوض).

[ر:4075]

6205 – حدثني يحيى بن حماد: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن شقيق، عن عبد الله،

عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا فرطكم على الحوض).

وحدثني عمرو بن علي: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن المغيرة قال: سمعت أبا وائل، عن عبد الله رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنَّ رجال منكم ثم ليختلجنَّ دوني، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).

تابعه عاصم، عن أبي وائل.

وقال حصين، عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

6206 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح).

 

6207 – حدثني عمرو بن محمد: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد: إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.

6208 – حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبداً).

 

6209 – حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني ابن وهب، عن يونس: قال ابن شهاب: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء).

 

6210 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر، حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر، الذي أعطاك ربك، فإذا طينه، أو طيبه، مسك أذفر). شك هدبة.

6211 – حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا وهيب: حدثنا عبد العزيز، عن أنس،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصيحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).

 

6212 – حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا محمد بن مطَّرف: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم).

قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: (فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي).

وقال ابن عباس: {سحقاً} /الملك: 11/: بعداً، يقال: {سحيق} /الحج: 31/: بعيد، سحقه وأسحقه أبعده.

 

6213/6214 – وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة: أنه كان يحدث:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى).

(6214) – حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيَّب أنه كان يحدث، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يرد علي الحوض رجال من أصحابي، فيحلَّؤون عنه، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى).

وقال شعيب: عن الزُهري: كان أبو هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (فيجلون). وقال عقيل: (فيحلَّؤون).

وقال الزبيدي، عن الزُهري، عن محمد بن علي، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

6215 – حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح: حدثنا أبي قال: حدثني هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينا أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وينهم، فقال: هلم، قلت أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم).

6216 – حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي).

6217 – حدثنا عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عبد الملك قال: سمعت جندباً قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا فرطكم على الحوض).

 

6218 – حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا الليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف على المنبر، فقال: (إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها).

6219 – حدثنا علي بن عبدالله: حدثنا حرمي بن عمارة: حدثنا شعبة، عن معبد بن خالد: أنه سمع حارثة بن وهب يقول:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحوض فقال: (كما بين المدينة وصنعاء).

وزاد ابن أبي عدي، عن شعبة، عن معبد بن خالد، عن حارثة: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (حوضه ما بين صنعاء والمدينة).

فقال له المستورد: ألم تسمعه؟ قال: الأواني؟ قال: لا، قال المستورد: (ترى فيه الآنية مثل الكواكب).

 

6220 – حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم). فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن عن ديننا.

{أعقابكم تنكصون} /المؤمنون: 66/: ترجعون على العقب.


[ش (الكوثر) الكثير من كل خير، ونهر في الجنة].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2297.

(فرطكم) هو الذي يتقدم الواردين ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها من أمور الاستقاء. (ليرفعنَّ) يظهرهم الله تعالى لي حتى أراهم. (ليختلجنَّ) يعدل بهم عن الحوض ويجذبون من عندي. (دوني) قبل أن يصلوا إلي. (ما أحدثوا) من بدعة وفتنة ومعصية].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2299.

(جرباء وأذرح) موضعان، وقيل: هما قريتان بالشام. والمراد: ضرب المثل لبعد أقطار الحوض وسعته، فكان صلى الله عليه وسلم يشبه ذلك بالبلاد التي ينأى بعضها عن بعض، ولا يراد بذلك حقيقة المسافة بين هذه البلاد].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2292.

(مسيرة) أي طول حافته تحتاج إلى السير هذه المدة. (كيزانه) جمع كوز، والتشبيه بالنجوم من حيث الكثرة والضياء. (يظمأ) يعطش].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2303.

(قدر حوضي) طول شاطئه. (أيلة) مدينة كانت عامرة، وهي بطرف البحر الأحمر من ناحية الشام. (صنعاء) البلد المعروف في اليمن. (الأباريق) جمع إبريق].

[ش (أذفر) شديد الرائحة الذكية].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2304.

(أصحابي) أي ممن كان يصاحبني. (اختلجوا) جذبوا وأبعدوا. (ما أحدثوا) من معصية توجب حرمانهم الشرب من الحوض].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2290 – 2291.

(فرطكم) الفرط الذي يتقدم الواردين ليصلح لهم حياض المياه ونحو ذلك.

(يحال..) يمنعون من الورود والشرب].

[ش (رهط) ما دون العشرة من الرجال، وقيل الأربعين. (فيجلون) يصرفون، ويروى: (فيحلؤون) يمنعون ويطردون. (ارتدوا على أدبارهم) رجعوا عن الهداية والحق، والأدبار جمع دبر وهو الظهر، وولاه دبره انهزم أمامه. (القهقرى) الرجوع إلى الخلف، وهي تأكيد للجملة قبلها].

[ش (أصحاب النبي) المراد أبو هريرة رضي الله عنه، بدلالة الحديث قبله والكلام بعده].

[ش (قائم) أي على الحوض. (زمرة) جماعة. (رجل) المراد الملك الموكل بهم. (هلم) تعالوا. (أين) إلى أين تذهب بهم. (يخلص) ينجو. (همل النعم) ما يترك مهملاً لا يتعهد ولا يرعى حتى يضيع ويهلك، والمعنى: لا ينجو من النار منهم إلا القليل. قال العيني: وهذا يشعر بأنهم صنفان: كفار وعصاة].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2289.

(أنا فرطكم..) انظر: 6205 – 6212].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2298.

(كما بين .. ما بين) المراد بيان سعته وطول أبعاده، كما مر في الحديث [6202]. (الأواني) جمع آنية، والآنية جمع إناء، وهو الوعاء، والمراد: الكؤوس التي يشرب بها من الحوض. (مثل الكواكب) النجوم في السماء، كثرة وضياء].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: 2293.

(سيؤخذ ناس) يبعدون. (دوني) بالقرب مني. (شعرت) علمت. (ما برحوا) ما زالوا. (أعقابكم تنكصون) في الآية: {على أعقابكم..} أي ترجعون عن الحق. وتدبر ما أنزل من آياته].