الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الرقاق » باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم

باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم

-3-5 – باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم.

وقول الله تعالى: {وما كان الله ليضلَّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيِّن لهم ما يتقون} /التوبة: 115/.

وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين.

6531 – حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا خيثمة: حدثنا سويد بن غفلة: قال علي رضي الله عنه:

إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً، فوالله لأن أخرَّ من السماء، أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البريَّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميَّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة).

6532 – حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا عبد الوهَّاب قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: أخبرني محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، وعطاء بن يسار:

أنهما أتيا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحروريَّة: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أدري ما الحروريَّة؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرج في هذه الأمة – ولم يقل منها – قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، أو حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميَّة، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء).

6533 – حدثنا يحيى بن سليمان: حدثني ابن وهب قال: حدثني عمر: أن أباه حدثه، عن عبد الله بن عمر، وذكر الحروريَّة، فقال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرميَّة).


[ش (الخوارج) جمع خارجة، أي طائفة خرجوا عن الدين القويم، وهم مبتدعون، وسمّوا بذلك لأنهم خرجوا على خيار المسلمين. وكل من خرج عن جماعة المسلمين، التي تعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمعت عليه الأمة فهو خارجي. (الملحدين) جمع ملحد، وهو من عدل عن الحق ومال إلى الباطل. وفي أيامنا هذه: هو من ينكر وجود الخالق سبحانه، أو من ينكر الدين السماوي المنزل من عند الله عز وجل، أو ينكر النبوات. (ما يتقون) ما يحذرون به الضلال ويخافون عاقبته. (انطلقوا..) أي حرفوا معاني كتاب الله عز وجل، بحملهم الآيات على غير ما أنزلت له].

[ش (ولم يقل منها) أي لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة بكلمة من، لأنهم ليسوا منها في الحقيقة].

[ش (وذكر الحرورية) هم الخوارج، ينسبون إلى حروراء، وهو موضع في العراق اجتمعوا فيه أول ما خرجوا. (يمرقون) يخرجون سريعين.

(مروق السهم) كما يدخل السهم من جهة ويخرج من الأخرى. (الرميَّة) الهدف الذي يرمي].