الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب بدء الخلق » باب: لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد
كتاب الشهادات

باب: لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد

-3- 9 – باب: لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد.

2507 – حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا أبو حيان التيمي، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال:

سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، ثم بدا له فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي، وأنا غلام، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمه بنت رواحة، سألتني بعض الموهبة لهذا، قال: (ألك ولد سواه). قال: نعم، قال: فأراه قال: (لا تشهدني شهادة جور). وقال أبو حريز، عن الشعبي: (لا أشهد على جور).

2508 – حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا أبو جمرة قال: سمعت زهدم بن مضرب قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). قال عمران: لا أدري، أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن).

2509 – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته).

قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد.


[ش (الموهبة) الهبة. (جور) هو الظلم والميل عن الحق].

[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم، رقم: 2535. (قرني) أهل قرني وهم أصحابي، والقرن مائة سنة، أو أهل زمان واحد، سموا بذلك لاقترانهم في الوجود، وقيل غير ذلك. (يلونهم) يأتون بعدهم قربين منهم. (يظهر فيهم السمن) المعنى: أنهم يحبون التوسع في المآكل والمشارب التي هي أسباب السمن، وقيل غير ذلك].

[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم، رقم: 2533. (تسبق..) كناية عن التسرع في الشهادة والحلف، والحرص عليها ولو لم يطلب إليها، وهو عنوان قلة الورع والمبالاة في الدين. (يضربوننا..) يؤنبوننا بالضرب على التسرع بالشهادة والحلف حتى لا يصبح ذلك عادة لنا].