الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الرقاق » باب: إذا قال عند القوم شيئاً، ثم خرج فقال بخلافه
كتاب الفتن

باب: إذا قال عند القوم شيئاً، ثم خرج فقال بخلافه

-3-20 – باب: إذا قال عند القوم شيئاً، ثم خرج فقال بخلافه.

6694 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال:

إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة). وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه، ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه.

 

6695 – حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن عوف، عن أبي المنهال قال:

لما كان ابن زياد ومروان بالشأم، ووثب ابن الزبير بمكة، ووثب القرَّاء بالبصرة، فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي حتى دخلنا عليه في داره، وهو جالس في ظل عُلِّيَّة له من قصب، فجلسنا إليه، فأنشأ أبي يستطعمه الحديث فقال: يا أبا برزة، ألا ترى ما وقع فيه الناس؟ فأول شيء سمعته تكلم به: إني احتسبت عند الله أني أصبحت ساخطاً على أحياء قريش، إنكم يا معشر العرب، كنتم على الحال الذي علمتم من الذلَّة والقلَّة والضلالة، وإن الله أنقذكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم، حتى بلغ بكم ما ترون، وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم، إن ذاك الذي بالشأم، والله إن يقاتل إلا على الدنيا، وإن هؤلاء الذين بين أظهركم، والله إن يقاتلون إلا على الدنيا، وإن ذاك الذي بمكة والله إن يقاتل إلا على الدنيا.

6696/6697 – حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان قال:

إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يُسرُّون واليوم يجهرون.

(6697) – حدثنا خلاد: حدثنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الشعثاء، عن حذيفة قال:

إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأما اليوم: فإنما هو الكفر بعد الإيمان.


[ش (حشمه) خاصته الذين يغضبون لغضبه. (غادر) تارك للوفاء بالعهد.

(لواء) راية. (بيع الله) شرط ما أمر الله به من البيعة. (ينصب) الذي يبايع. (له) للمبايَع. (خلعه) أي خلع يزيد عن الخلافة ولم يبايعه فيها.

(الأمر) الخلافة. (الفيصل) الحاجز والقاطع].

[ش (ابن زياد) ابن أبي سفيان الأموي، بالاستلحاق. (وثب) خرج على الخلافة. (القراء) طائفة سموا أنفسهم توابين، لتوبتهم وندمهم على ترك مساعدة الحسين رضي الله عنه، وكان أميرهم صرد الخزاعي. وكانت دعواهم: إنا نطلب دم الحسين ولا نريد الإثارة، غلبوا على البصرة ونواحيها. وهذا كله عند موت معاوية بن يزيد بن معاوية. (علية) غرفة عالية. (يستطعمه الحديث) يستفتحه ويطلب منه التحديث. (احتسبت عند الله) تقربت إليه. (ساخطاً) بسبب تقاتلهم على الدنيا. (بلغ بكم ما ترون) من العزة والكثرة والهداية].