الرئيسية » الاسلام » باب: الإستخلاف
كتاب الأحكام

باب: الإستخلاف

-3-51 – باب: الإستخلاف.

6791 – حدثنا يحيى بن يحيى: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد: سمعت القاسم بن محمد قال:

قالت عائشة رضي الله عنها: وارأساه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ذاكِ  لو كان وأنا حيّ فأستغفر لك وأدعو لك). فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحبُّ موتي، ولو كان ذاك لظلِلتَ آخر يومك معرِّساً ببعض أزواجك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (بل أنا وارأساه، لقد هممت، أو أردت، أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنُّون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو: يدفع الله ويأبى المؤمنون).

6792 – حدثنا محمد بن يوسف: أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:

قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأثنوا عليه، فقال: راغب وراهب، وددت أنِّي نجوت منها كفافاً، لا لي ولا عليَّ، لا أتحمَّلها حيًّا وميِّتاً.

 

6793 – حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُّهريّ:

أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فتشهَّد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم، فإن يكُ محمد صلى الله عليه وسلم قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نوراً تهتدون به بما هدى الله محمداً صلى الله عليه وسلم، وإنَّ أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين، فإنَّه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامَّة على المنبر. قال الزُهريُّ، عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذٍ: اصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامَّةً.

6794 – حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:

أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول الله، أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تريد الموت، قال: (إن لم تجديني فأتي أبا بكر)

6795 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي بكر رضي الله عنه: قال لوفد بزاخة: تتبعون أذناب الإبل، حتى يري الله خليفة نبيِّه صلى الله عليه وسلم والمهاجرين أمراً يعذرونكم به.

6796 حدثني محمد بن المثنَّى: حدثناغندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك: سمعت جابر بن سمرة قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون اثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: (كلهم من قريش).


[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: الاستخلاف وتركه، رقم:1823.

(تستخلف) تعيِّن خليفة بعدك. (فأثنوا عليه) أثنى الصحابة الحاضرون على عمر رضي الله عنه. (راغب راهب) أي راغب في الثناء في حسن رأيي، راهب من إظهار ما بنفسه من الكراهة. وقيل: يعني: الناس راغب في الخلافة وراهب منها، فإن وليت الراغب خشيت أن لا يعان عليها، وإن وليت الراهب خشيت أن لا يقوم بها. وقيل: إني راغب عند الله، راهب من عذابه، ولا أعول على ثنائكم. (كفافاً) لا لي ولا عليّ.(لا أتحملها) لا أجمع في تحمل تبعات الخلافة بين حياتي ومماتي.]

[ش (الآخرة) الأخيرة، وأما الأولى فكانت يوم توفِّي النبي صلى الله عليه وسلم، وقال فيها: إن محمداً لم يمت، وإنه سيرجع، وكانت الثانية كالاعتذار عن الأولى. (يدبرنا) يموت بعدنا. (نوراً) قرآناً. (ثاني اثنين) كان واحد اثنين، وهما: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، حين اختبآ في الغار أثناء الهجرة. (بيعة العامة) عامة الناس، وكانت أعم وأشهر من البيعة التي وقعت في سقيفة بني ساعدة.]

[ش (بزاخة) موضع بالبحرين، أو ماء لبني أسد وغطفان، وهذا الموضع كان فيه حرب للمسلمين أيام أبي بكر رضي الله عنه، وهؤلاء كانوا قد ارتدُّوا، ثم تابوا وأرسلوا وفدهم إلى الصديق يعتذرون إليه فأحب أن لا يقضي فيهم حتى يشاور أصحابه في أمرهم، فقال لهم ما قال. (تتبعون أذناب الإبل) تبقون مع إبلكم في الصحاري ترعونها. (يري) بعد التشاور. (أمراً يعذرونكم به) رأياً وحكماً يكون سبباً لقبولكم والعفو عنكم].

[ش أخرجه مسلم في الإمارة. باب: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، رقم: 1821.

(يكون اثنا عشر أميراً) أي تجتمع عليهم الأمة، ويكون الدين وأهله في زمانهم عزيزاً منيعاً.