الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الكفالة » باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أمض لأصحابي هجرتهم)
كتاب فضائل الصحابة

باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أمض لأصحابي هجرتهم)

-3- 78 – باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أمض لأصحابي هجرتهم).

ومرثتيه لمن مات بمكة.

3721 – حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا إبراهيم، عن الزهري، عن عامر ابن سعد بن مالك، عن أبيه قال:

عادني النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع من مرض أشفيت منه على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قال: فأتصدق بشطره؟ قال: (لا). قال: (الثلث يا سعد، والثلث كثير، إنكإن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس).

قال أحمد بن يونس، عن إبراهيم: (أن تذر ورثتك، ولست بنافق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا آجرك الله بها، حتى اللقمة تجعلها في امرأتك). قلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟ قال: (إنك لن تخلف، فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، ولكن البائس سعد بن خولة). يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توفي بمكة.

وقال أحمد بن يونس وموسى، عن إبراهيم: (أن تذر ورثتك).


[ش (أشفيت منه) أشرفت من الوجع منه. (ذو مال) صاحب مال كثير. (ورثتك) وفي رواية: (ذريتك). (أخلف بعد أصحابي) أبقى خلفهم في مكة، أو المراد: أعيش بعدهم في الدنيا. (أمض لأصحابي هجرتهم) تممها لهم ولا تنقصها عليهم، حتى يحوزوا أجرها كامى موفورا. (البائس) المسكين وشديد الحاجة. (يرثي له..) مدرج من كلام الرواي، وسعد هذا: قيل: أسلم ولم يهاجر من مكة، فكان بؤسه من عدم هجرته. وقيل: هاجر وشهد بدرا، ثم انصرف إلى مكة ومات فيها، فيكون بؤسه لسقوط هجرته، لأنه رجع إلى مكة مختارا. وقيل هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدرا وغيرها، وتوفي في مكة في حجة الوداع، وسبب بؤسه على هذا موته في مكة، وفوات الأجر الكامل له في الهجرة والغربة عن وطنه].