الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الرقاق » باب: إذا حنث ناسياً في الأيمان
كتاب الأيمان والنذور

باب: إذا حنث ناسياً في الأيمان

-3-14 – باب: إذا حنث ناسياً في الأيمان.

وقول الله تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} /الأحزاب: 5/.

وقال: {لا تؤاخذني بما نسيت} /الكهف: 73/.

6287 – حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا مسعر: حدثنا قتادة: حدثنا زرارة بن أوفى،

عن أبي هريرة يرفعه قال: (إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلَّم).

6288 – حدثنا عثمان بن الهيثم، أو محمد عنه، عن ابن جريج قال: سمعت ابن شهاب يقول: حدثني عيسى بن طلحة: أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو يخطب يوم النحر إذ قام إليه رجل فقال: كنت أحسب – يا رسول الله – كذا وكذا قبل كذا وكذا، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله، كنت أحسب كذا وكذا، لهؤلاء الثلاث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (افعل ولا حرج). لهنَّ كلِّهنَّ يومئذ، فما سئل يومئذ عن شيء إلا قال: (افعل ولا حرج).

6289 – حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر: عن عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: زرت قبل أن أرمي؟ قال: (لا حرج). قال آخر: حلقت قبل أن أذبح؟ قال: (لا حرج). قال آخر: ذبحت قبل أن أرمي؟ قال: (لا حرج).

6290 – حدثني إسحق بن منصور: حدثنا أبو أسامة: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة:

أن رجلاً دخل المسجد يصلي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية المسجد، فجاء فسلَّم عليه، فقال له: (ارجع فصل فإنك لم تصل). فرجع فصلى ثم سلَّم، فقال: (وعليك، ارجع فصل فإنك لم تصل). قال في الثالثة: فأعلمني، قال: (إذا قمت إلى الصلاة، فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة، فكبر واقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تستوي وتطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها).

6291 – حدثنا فروة بن أبي المغراء: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

هزم المشركون يوم أحد هزيمة تعرف فيهم، فصرخ إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه، فقال: أبي أبي، قالت: فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منهابقيَّة خير حتى لقي الله.

6292 – حدثني يوسف بن موسى: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني عوف، عن خلاس ومحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أكل ناسياً، وهو صائم، فليتمَّ صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه).

6293 – حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزُهري، عن الأعرج، عن عبد الله بن بحينة قال:

صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم، فقام في الركعتين الأوليين قبل أن يجلس، فمضى في صلاته، فلما قضى صلاته انتظر الناس تسليمه، فكبر وسجد قبل أن يسلم، ثم رفع رأسه، ثم كبر وسجد، ثم رفع رأسه وسلم.

6294 – حدثني إسحق بن إبراهيم: سمع عبد العزيز بن عبد الصمد: حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه:

أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الظهر، فزاد أو نقص منها – قال منصور: لا أدري إبراهيم وَهِمَ أم علقمة – قال: قيل: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: (وما ذاك). قالوا: صليت كذا وكذا، قال: فسجد بهم سجدتين، ثم قال: (هاتان السجدتان لمن لا يدري: زاد في صلاته أم نقص، فيتحرى الصواب، فيتم ما بقي، ثم يسجد سجدتين).

6295 – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار: أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس فقال: حدثنا أبيُّ بن كعب:

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال: {لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً}. قال: كانت الأولى من موسى نسياناً).

6296 – قال أبو عبد الله: كتب إلي محمد بن بشار: حدثنا معاذ بن معاذ: حدثنا ابن عون، عن الشعبي قال: قال البراء بن عازب،

وكان عندهم ضيف لهم، فأمر أهله أن يذبحوا قبل أن يرجع ليأكل ضيفهم، فذبحوا قبل الصلاة، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يعيد الذبح، فقال: يا رسول الله، عندي عناق جذع، عناق لبن، هي خير من شاتي لحم.

فكان ابن عون يقف في هذا المكان عن حديث الشعبي، ويحدث عن محمد بن سيرين بمثل هذا الحديث، ويقف في هذا المكان ويقول: لا أدري أبلغت الرخصة غيره أم لا. رواه أيوب، عن ابن سيرين، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

6297 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندباً قال:

شهدت النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم عيد، ثم خطب، ثم قال: (من ذبح فليبدل مكانها، ومن لم يكن ذبح، فليذبح باسم الله).


[ش (وليس عليكم جناح..) لا إثم عليكم فيما فعلتموه مخطئين، ولكن الإثم فيما فعلتموه عن عمد].

[ش (لهؤلاء الثلاث) الذبح والحلق والطواف].

[ش (زرت) طفت طواف الزيارة، وهو طواف الإفاضة، وطواف الركن].

[ش (تعرف فيهم) ظاهرة بينة. (فاجتلدت) تضاربت بالسيوف. (فإذا هو بأبيه) بين قوم مسلمين يريدون قتله، وهو مسلم، ولكنهم لم يعرفوه رضي الله عنه. (ما انحجزوا) ما امتنعوا وما انفكوا. (بقية خير) أي ما زال الخير فيه، وفي نسخة (بقية) بدون لفظ خير، أي بقية حزن وتحسر منقتل أبيه على هذا الوجه. قال في الفتح: والصواب أن المراد أنه حصل له خير، بقوله للمسلمين الذين قتلوا أباه خطأ: عفا الله عنكم، واستمر ذلك الخير فيه إلى أن مات].