الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الرقاق » باب: ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام
كتاب التمنِّي

باب: ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام

-3-10 – باب: ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام.

وقول الله تعالى: {فلولا نفر من كلِّ فرقة منهم طائفة ليتفقَّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلَّهم يحذرون} /التوبة: 122/.

ويسمَّى الرجل طائفة لقوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}

/الحجرات: 9/. فلو اقتتل رجلان دخل في معنى الآية.

وقوله تعالى:{إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبيَّنوا} /الحجرات: 6/.

وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه واحداً بعد واحد فإن سها أحد منهم رُدَّ إلى السنَّة.

6819 – حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا عبد الوهَّاب: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة: حدثنا مالك بن الحويرث قال:

أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شبَبَة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقاً، فلما ظنَّ أنَّا قد اشتهينا أهلنا، أو قد اشتقنا، سألنا عمَّن تركنا بعدنا فأخبرناه، قال:(ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلِّموهم ومروهم). وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها: (وصلُّوا كما رأيتموني أصلِّي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذِّن لكم أحدكم، وليؤمُّكم أكبركم).

6820 – حدثنا مسدد، عن يحيى، عن التيميِّ، عن أبي عثمان، عن ابن

مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 (لا يمنعنَّ أحدكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذِّن – أو قال ينادي – ليرجع قائمكم وينبِّه نائمكم، وليس الفجر أن يقول هكذا – وجمع يحيى كفَّيه – حتى يقول هكذا). ومدَّ يحيى إصبعيه السبَّابتين.

6821 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله بن دينار: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

 (إن بلالاً ينادي بِلَيل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم).

6822 – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن الحكم عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:

صلَّى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر خمساً، فقيل: أزِيدَ في الصلاة؟ قال:(وما ذاك). قالوا: صلَّيتَ خمساً، فسجد سجدتين بعد ما سلَّم.

6823 – حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أيُّوب، عن محمد، عن أبي هريرة،

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين: اقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ فقال: (أصدق ذو اليدين). فقال الناس: نعم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى ركعتين أخريين ثم سلَّم، ثم كبَّر، ثم سجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع، ثم كبَّر، فسجد مثل سجوده ثم رفع.

6824 – حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال:

بَيْنا الناس بِقُباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه اللَّيلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشَّأم، فاستداروا إلى الكعبة.

6825 – حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي أسحق، عن البراء قال:

لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، صلَّى نحو بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهراً، وكان يحب أن يُوَجَّه إلى الكعبة، فأنزل الله تعالى: {قد نرى تقلُّب وجهك في السماء فلَنولِّينَّك قبلة ترضاها}.فوُجِّهَ نحو الكعبة، وصلَّى معه رجل العصر، ثم خرج، فمرَّ على قوم من الأنصار، فقال: هو يشهد أنه صلَّى مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وُجِّه إلى الكعبة فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر.

 

6826 – حدثني يحيى بن قزعة: حدثني مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

كنت أسقي أبا طلحة الأنصاري وأبا عبيدة بن الجراح وأبيَّ بن كعب شراباً من فَضِيخ، وهو تمر، فجاءهم آت فقال: إن الخمر قد حرِّمت، فقال أبو طلحة: يا أنس، قم إلى هذه الجرار فاكسرها، قال أنس: فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى انكسرت.

6827 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق، عن صلة، عن حذيفة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران: (لأبعثنَّ إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمين). فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبعث أبا عبيدة .

6828 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

 (لكل أمَّة أمين، وأمين هذه الأمَّة أبو عبيدة).

6829 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حُنين، عن ابن عباس،

عن عمر رضي الله عنهم قال: وكان رجل من الأنصار، إذا غاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدته أتيته بما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا غبتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهده أتاني بما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

6830 – حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غُندر: حدثنا شعبة، عن زبيد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً، وأمَّر عليهم  رجلاً، فأوقد ناراً، وقال: ادخلوها، فأرادوا أن يدخلوها، وقال آخرون: إنما فررنا منها، فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: (لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة). وقال للآخرين: (لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف).

6831/6832 – حدثنا زهير بن حرب: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: أن عبيد الله بن عبد الله أخبره: أن أبا هريرة وزيد بن خالد أخبراه:

أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

(6832) – وحدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن أبا هريرة قال:

بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قام رجل من الأعراب فقال: يا رسول الله، اقض لي بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق يا رسول الله، اقضِ له بكتاب الله وأذَنْ لي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (قل). فقال: إن ابني كان عسيفاً على هذا – والعسيف الأجير – فزنا بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم، فأخبروني أن على امرأته الرجم، وإنما على ابني جلد مائة وتغريب عام، فقال: (والذي نفسي بيده، لأقضيَنَّ بينكما بكتاب الله، أمَّا الوليدة و الغنم فردُّوها، وأما ابنك فعليه جلد مائة وتغريب عام، وأما أنت يا أنَيْس – لرجل من أسلم – فاغدوا على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها). فغدا عليها أنَيْس فاعترفت فرجمها.


[ش (نفر) خرج وانطلق. (فرقة) جماعة كثيرة. (طائفة) جماعة قليلة، وقد تطلق على الواحد، وهذا هو مراد البخاري رحمه الله تعالى بذكر الآية، لأن طلب العلم فرض كفاية، ويسقط الطلب بفعل الواحد. (ليتفقَّهوا..) ليتعرَّفوا أحكام الشريعة. (يحذرون)عذاب الله عز وجل ومعصيته. (بنبأ) بخبر، والمراد بذكر الآية بيان وجوب العمل بخبر الواحد، لأن الله تعالى أمر بالتبين عند الفسق، فدل على أنه لا يجب حيث لا فسق، وأن الخبر يقبل. (السنة) طريق الحق ومنهج الصواب.]

[ش (رفيقاً) وفي بعض النسخ (رقيقاً) بقافين، وهما متقاربان في المعنى]

[ش (أن يقول هكذا) مستطيلاً غير منتشر وهو الفجر الكاذب. (حتى يقول هكذا) يصير مستطيلاً منتشراً في الأفق، ممدوداً من الطرفين اليمين والشمال وهو الصبح الصادق].

[ش (تقلب وجهك) تردده وتصرف نظرك. (في السماء) من جهة السماء. ( فلنولينك) لنوجهنك. (قبلة ترضاها) جهة تتجه إليها في صلاتك، وتحبها ويميل إليها قلبك./البقرة:144/.

(فانحرفوا) مالوا إلى جهة الكعبة. (ركوع) راكعون.]

[ش (آت)مخبر، قال في الفتح: وإن من جملة ما ورد في بعض طرقه: فو الله ما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل، وهو حجّة قوية في قبول خبر الواحد، لأنهم أثبتوا به نسخ الشيء الذي كان مباحاً، حتى أقدموا من أجله على تحريمه والعمل بمقتضى ذلك.(الجرار)جمع جرّة، وهي إناء يوضع فيه المائعات.(مهراس)حجر مستطيل ينقر ويدق فيه ويتوضأ منه].