الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الكفالة » باب: ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه
كتاب الخمس

باب: ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه

-3- 19 – باب: ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه.

رواه عبد الله بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

2974 – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير: أن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال:

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال لي: (يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى). قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أزرأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه، فقال: يا معشر المسلمين، إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه. فلم يزرأ حكيم أحدا من الناس شيئا بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي.

2975 – حدثنا أبو النعمان :حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

يا رسول الله، إنه كان علي اعتكاف يوم في الجاهلية، فأمره أن يفي به، قال: وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين، فوضعهما في بعض بيوت مكة، قال: فمن رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبي حنين، فجعلوا يسعون في السكك، فقال عمر: يا عبد الله، انظر ما هذا؟ فقال: من رسول الله صلى الله عليه وسلم على السبي، قال: اذهب فأرسل الجاريتين.

قال نافع: ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة، ولو اعتمر لم يخف على عبد الله.

وزاد جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: من الخمس. ورواه معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر في النذر، ولم يقل: يوم.

2976 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جرير بن حازم: حدثنا الحسن قال: حدثني عمرو بن تغلب رضي الله عنه قال:

أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما ومنع آخرين، فكأنهم عتبوا عليه، فقال: (إني أعطي قوما أخاف ظلعهم وجزعهم، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغناء، منهم عمرو بن تغلب). فقال عمرو

بن تغلب: ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم.

وزاد أبو عاصم، عن جرير قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا عمرو بن تغلب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو بسبي فقسمه، بهذا.

2977/2978 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أعطي قريشا أتألفهم، لأنهم حديث عهد بجاهلية).

(2978) – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك:

أن أناسا من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي قريشا ويدعنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. قال أنس: فحدث رسول اله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما كان حديث بلغني عنكم). قال له فقهاؤهم: أما ذوو آرائنا يا رسول فلم يقولوا شيئا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم، فقالوا : يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي قريشا، ويترك الأنصار، وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعطي رجالا حديث عهدهم بكفر، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به). قالوا: بلى يا رسول الله رضينا، فقال لهم: (إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض). قال أنس: فلم نصبر.

2979 – حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عمر بن محمد بن مطعم: أن محمد بن جبير قال: أخبرني جبير بن مطعم:

أنه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس، مقبلا من حنين، علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه، حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم، ثملا تجدوني بخيلا، ولا كذوبا، ولا جبانا).

2980 – حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء.

2981 – حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

لما كان يوم حنين، آثر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب، فآثرهم يومئذ في القسمة، قال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد بها وجه الله. فقلت: والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته فأخبرته، فقال: (فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله، رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر).

2982 – حدثنا محمود بن غيلان: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:

كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ. وقال أبو ضمرة، عن هشام، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير أرضا من أموال بني النضير.

2983 – حدثني أحمد بن المقدام: حدثنا الفضيل بن سليمان: حدثنا موسى ابن عقبة قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على أهل خيبر أراد أن يخرج اليهود منها، وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود وللرسول وللمسلمين، فسأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتركهم على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نقركم على ذلك ما شئنا). فأقروا حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيماء وأريحا.


[ش (بسخاوة نفس) منشرحا بدفعه، فالسخاوة راجعة إلى المعطي، أو ترجع إلى الآخذ، أي من أخذه بغير حرص وطمع. (بإشراف نفس) بأن تعرض له. (لا أزرأ) لا أنقص مال أحد بالأخذ منه].

[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: نذر الكافر وما يفعل إذا أسلم، رقم: 1656. (أصاب) خرج في نصيبه. (جاريتين) مثنى جارية وهي المرأة المملوكة، وتطلق على البنت الصغيرة. (سبي حنين) ما أخذ من النساء والذرية من العدو في غزوة حنين. (فمن) أطلقهم دون مقابل. (يسعون) يمشون. (السكك) الطرق. (الجعرانة) اسم موضع خارج الحرم. (يوم) أي اعتكاف يوم].

[ش (ظلعهم) أصل الظلع الاعوجاج والميل، والمراد هنا مرض القلب وضعف اليقين. (والغناء) وهو الكفاية، وفي رواية: (والغنى) ضد الفقر. (بهذا) الذي ذكر في الحديث].

[ش أخرجه مسلم في الزكاة، باب: إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام، رقم: 1059. (أتألفهم) أطلب إلفهم وأجلبهم إلى الإسلام الحق. (حديث عهد) قريب العهد بالكفر، ولم يمض على إسلامهم زمن يتمكن فيه الإيمان في قلوبهم].

[ش (اضطروه) ألجؤوه. (سمرة) شجرة لها زهر أصفر. (العضاه) شجر عظيم الشوك].

[ش (هوازن) هم القبيلة التي قاتلت المسلمين في غزوة حنين. (أفاء) من الفيء والمراد هنا الغنيمة. (فطفق) أخذ وشرع. (تقطر من دمائهم) أي لم يمض زمن على مقاتلتنا لهم على الشرك. (أدم) جلد مدبوغ. (أثرة) استبداد بالأموال وحرمانكم منها. (فلم نصبر) على الأثرة كما أمرنارسول الله صلى الله عليه وسلم].

[ش أخرجه مسلم في الزكاة، باب: إعطاء من سأل بفحش وغلظة، رقم: 1057. (برد) نوع من الثياب. (نجراني) نسبة إلى نجران، بلد في اليمن. (الحاشية) الجانب، وحاشية الثوب جانبه، وكذلك الحاشية من كل شيء. (فجذبه) شده. (صفحة) صفحة كل شيء وجهه وجانبه وناحيته، ومثله الصفح. (عاتق) هو ما بين المنكب والعنق].

[ش أخرجه مسلم في الزكاة، باب: إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام، رقم: 1062. (آثر أناسا) اختارهم وخصهم بشيء عن غيرهم. (القسمة) أي قسمة الغنيمة. (رجل) قيل: هو معتب بن قشير، وهو من المنافقين].

[ش (النوى) عجم التمر، الواحدة عجمة، مثل قصب وقصبة. (أقطعه) أعطاه قطعة من الأرض].

[ش (ظهر عليها) غلب أهلها. (لليهود وللرسول وللمسليمن) بعضها لليهود وبعضها للرسول صلى الله عليه وسلم وبعضها للمسلمين. (تيماء) قرية على طريق المدينة إلى الشام، بينها وبين المدينة 425 كم تقريبا. (أريحا) قرية في بلاد الشام، وهي تابعة الآن للأردن].