الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الأشربة » باب: أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح
كتاب المغازي

باب: أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح

-3- 46 – باب: أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح.

4030 – حدثنا عبيد الله بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال:

لما سار النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فبلغ ذلك قريشا، خرج أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ماهذه، لكأنها نيران عرفة؟ فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو، فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: (احبس أبا سفيان عند خطم الجبل، حتى ينظر إلى المسلمين). فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبة، قال: يا عباس من هذه؟ قال: هذه غفار، قال: مالي ولغفار، ثم مرت جهينة، قال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم، فقال مثل ذلك، ومرت سليم، فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان، اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكبعة. فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الدمار. ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب، فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: (ما قال). قال: كذا وكذا، فقال: (كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، يوم تكسى فيه الكعبة). قال: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز رايته بالحجون.

قال عروة: وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، ها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية؟

قال: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كدا، فقتل من خيل الوليد رضي الله عنه يومئذ رجلان: حبيش بن الأشعر، وكرز بن جابر الفهري.

4031 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته، وهو يقرأ سورة الفتح يرجع، وقال: لولا أن يجتمع الناس حولي لرجعت كما رجع.

 

4032 – حدثنا سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا سعدان بن يحيى: حدثنا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد: أنه قال زمن الفتح:

يا رسول الله، أين تنزل غدا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل ترك لنا عقيل من منزل). ثم قال: (لا يرث المؤمن الكافر، ولا يرث الكافر المؤمن).

قيل للزهري: ومن ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب.

قال معمر، عن الزهري: أين تنزل غدا؟ في حجته، ولم يقل يونس: حجته، ولا زمن الفتح.

4033/4034 – حدثنا أبو اليمان: حدثنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منزلنا – إن شاء الله، إذا فتح الله – الخيف، حيث تقاسموا على الكفر).

(4034) – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: أخبرنا شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد حنينا: (منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر).

4035 – حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح على رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: (اقتله). قال مالك: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نرى – والله أعلم – يومئذ محرما.

4036 – حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: ({جاء الحق وزهق الباطل}. {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد}).

4037 – حدثني إسحاق: حدثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قاتلهم الله، لقد علموا: ما استقسما بها قط). ثم دخل البيت، فكبر في نواحي البيت،وخرج ولم يصل فيه.

تابعه معمر، عن أيوب.

وقال وهيب: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.


[ش (أبيه) عروة بن الزبير رحمه الله تعالى. (مر الظهران) موضع قرب مكة. (نيران عرافة) التي كانوا يوقدونها فيها، وكانت عادتهم أن يكثروا منها. (حرس) المكلفون الحراسة والحفظ. (احبس..) أوقفه. (خطم الجبل) أي أنفه البارز منه حيث يضيق الطريق، فيرى الجيش كله ويكثر فيعينه، فينبعث في قلبه الشعور بقوتهم وشأنهم، فيكف عن عداوة المسلمين والتفكير في حربهم، ويتمكن الإسلام في قلبه. وفي نسخة (خطم الخيل) أي ازدحامها. (كتيبة) القطعة المجتمعة من الجيش. (الملحمة) يوم القتل، وقيل يوم حرب لا يوجد فيه مخلص. (تستحل الكعبة) يصبح القتالفيها حلالا. (حبذا) يقال: حبذا الأمر هو حبيب ومفضل، وأصلها حب وذا، فجعلتا كلمة واحدة. (يوم الذمار) يوم الغضب للمحارم والأهل. أو يلزمك فيه حفظي من أن ينالني مكروه. (كذب) أخطأ الصواب. (بالحجون) موضع قريب من مقبرة مكة. (كداء) أعلى مكة. (كدا) أسفل مكة].

[ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح، رقم: 794.

(يرجع) من الترجيع، وهو ترديد القارئ الحرف من الحلق. (قال) القائل هو معاوية بن قرة، رحمه الله تعالى، رواي الحديث. (كما رجع) أي عبد الله بن مغفل رضي الله عنه].

[ش (يبدئ) يخلق أحدا ابتداء. (يعيد) يبعثه ويرجعهه إذا مات. /سبأ: 49/ ومعنى الآية: ذهب الباطل وتلاشى، ولم تبق منه بقية تبدئ شيئا أو تعيده].