الرئيسية » الاسلام » صحيح البخاري » كتاب الأشربة » باب: قدوم الأشعريين وأهل اليمن
كتاب المغازي

باب: قدوم الأشعريين وأهل اليمن

-3- 70 باب: قدوم الأشعريين وأهل اليمن.

وقال أبو موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (هم مني وأنا منهم).

4123 – حدثني عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر قالا: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينا، ما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت، ومن كثرة دخولهم ولزومهم له.

4124 – حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد السلام، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن زهدم قال: لما قدم أبو موسى أكرم هذا الحي من جرم، وإنا لجلوس عنده، وهو يتغدى دجاجا، وفي القوم رجل جالس، فدعاه إلى الغذاء، فقال: إني رأيته يأكل شيئا فقذرته، فقال: هلم، فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكله، فقال: أني حلفت لا آكله، فقال: هلم أخبرك عن يمينك، إنا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم نفر من الأشعريين فاستحملناه، فأبى أن يحملنا، فاستحملناه فحلف أن لا يحملنا، ثم لم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن أتي بنهب إبل، فأمر لنا بخمس ذود، فلما قبضناها قلنا: تغفلنا النبي صلى الله عليه وسلم يمينه، لا نفلح بعدها أبدا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملنا وقد حملتنا؟ قال: (أجل، ولكن لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرا منها، إلا أتيت الذي هو خير منها وتحللتها).

4125 – حدثني عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم: حدثنا سفيان: حدثنا أبو صخرة جامع بن شداد: حدثنا صفوان بن محرز المازني: حدثنا عمران ابن حصين قال: جاءت بنو تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أبشروا يا بني تميم). قالوا: أما إذ بشرتنا فأعطنا، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء ناس من أهل اليمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله.

4126 – حدثني عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان ها هنا – وأشار بيده إلى اليمن – والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين – عند أصول أذناب الإبل، من حيث يطلع قرنا الشيطان – ربيعة ومضر).

4127 / 4129 – حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم).

وقال غندر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت ذكوان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(4128) – حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان يمان، والفتنة ها هنا، ها هنا يطلع قرن الشيطان).

(4129) – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاكم أهل اليمن، أضعف قلوبا، وأرق أفئدة، الفقه يمان الحكمة يمانية).

4130 – حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنا جلوسا مع ابن مسعود، فجاء خباب، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أيستطيع هؤلاء الشباب أن يقرؤوا كما تقرأ؟ قال: أما إنك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك؟ قال: أجل، قال: أقرأ يا علقمة، فقال زيد بن حدير، أخو زيد بن حدير: أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا؟ قال: أما إنك إن شئت أخبرتك بما قال النبي صلى الله عليه وسلم في قومك وقومه؟ فقرأت خمسين آية من سورة مريم، فقال عبد الله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن، قال عبد الله: ما أقرأ شيئا إلا وهو يقرؤه، ثم التفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب، فقال: ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى، قال: أما إنك لن تراه علي بعد اليوم، فألقاه.


[ش (جرم) قبيلة من قبائل العرب. (هلم) اسم فعل بمعنى تعال. (تغفلنا) اغتنمنا غفلته. (وتحللتها) أي خرجت من الإثم فيها وكنت حل منها بفعل الكفارة].

[ش (ربيعة ومضر) مفتوحان على أنهما يدل من الفدادين، وهما ممنوعان من الصرف، ويجوز الضم فيهما على أنهما خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هما ربيعة ومضر].

[ش (أرق أفئدة) جمع فؤاد، قيل: هو القلب، وقيل: هو باطن القلب أو غشاؤه، وأي قلوبهم أكثر إشفاقا وتأثرا].

[ش (الفتنة) الفساد والشر واضطراب الأمور. (ها هنا) نحو المشرق. (قرن الشيطان) المراد: ما يثيره الشيطان من الفتن، ومن يسعى فيها ويؤجج نيرانها من شياطين الإنس، أو المراد بالقرن صفحة الرأس وجانبه، فيكون المعنى: أن الشيطان ينتصب في محاذاة الشمس حين تطلع، فإذا طلعت كانت بين جانبي رأسه، فإذا سجد عبدة الشمس كان السجود له].

[ش (الفقه) الفهم في دين الله عز وجل].

[ش (خباب) بن الأرث، الصحابي المشهور رضي الله عنه. (قومك وقومه) يشير إلى ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على النخع قوم علقمة، وذم بني أسد قوم زيد. (ألم يأن ..) ألم يجئ وقت إلقائه، ويحمل لبس خباب رضي الله عنه لخاتم الذهب على أنه لم يبلغه التحريم، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب، ثم نزعه وحرم الذهب على الرجال، وكثيرا ما كان أحد الصحابة، رضي الله عنهم، يسمع حكما أو يشاهد عملا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يغيب عنه في الغزوات ونحوها، فيحدث في غيبته نسخ أو تخصيص أو تقييد، فيفوته معرفة ما حدث،حتى يبلغه ذلك في الوقت المناسب، كما حصل هنا مع خباب وابن مسعود، رضي الله عنهما].